bigasso2 عضو فضي
المزاج اليوم : الجنس : مواضيع العضو : 34 عمر العضو : 29 التوقيع :
| موضوع: صديقان لم يفترقا حتى الموت الإثنين ديسمبر 14, 2009 12:48 pm | |
| صديقان لم يفترقا حتى الموت ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوببهافضيلة الشيخ : هللديك قصة عن أصحاب أو أخوان ؟؟؟!... أثابك الله ... كانت صيغة السؤال غير واضحة، والخط غير جيد... سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟وضعتها جانباً ،بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ... ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ... أذن المؤذن لصلاةالعشاء ... توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرحللحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً ... وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ... وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررتأناستبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت ... وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخأنيجيب على الأسئلة ... عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ... ومضى السؤال الأولوالثاني والثالث ... هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهويقرأ السؤال ... قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ... لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ... (( جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعةمن أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهوبين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ... وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ... ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلابالله ... هذه الكلمات كانتتريحني قليلاً ... بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به بالشاب ... - إن الله أرحمبأخيك منك ، وعليك بالصبرالتفت نحوي وقال : إنه ليس أخيألجمتني المفاجأة ،مستحيل ، وهذاالبكاء وهذا النحيب - نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ منأخي ... سكتورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ... - إنه صديق الطفولة ،زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً فيالحارة ،تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ... - كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لانفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلةالثانوية ثم الجامعةمعاً ... التحقنا بعمل واحد ... تزوجنا أختين ،وسكنا في شقتين متقابلتين ... رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنتوابن ... عشنا معاً أفراحناوأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ... اشتركنا فيالطعام والشراب والسيارة ... نذهب سوياً ونعود سوياً ... واليوم ... توقفتالكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ... - يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا؟؟ ... خنقتنيالعبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما .. أخذتأردد ، سبحانالله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ... أنتهيت من غسله ، وأقبلذلك الشابيقبله ... لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتىظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة ... راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ... أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ... وبعد الصلاة توجهنا بالجنازةإلى المقبرة ... أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ... فكانت جنازة تحمل علىالأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ... وعند القبروقف باكياً ، يسنده بعضأقاربه ... سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ... انصرف الجميع ... عدت إلىالمنزل وبي من الحزن العظيم ما لايعلمه إلاالله، وتقف عنده الكلمات عاجزة عنالتعبير ... وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها، الوجه ليس غريب ، شعرت بأننيأعرفه ، ولكن أين شاهدته ... نظرت إلى الأبالمكلوم ، هذا الوجه أعرفه ... تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ... يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ... يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه ،يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط فيالبكاء ... انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ... رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟ - عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ،وعندصلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ،رحمهالله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ... - إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه معرفيقه فيالجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم فيظلي يوملاظل إلا ظلي ... قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ... توجهنا بالجنازةإلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ... لقد وجدناالقبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ... قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأتجنازة ، لم يحدث هذا من قبل ... أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذييفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالهامن قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ،وجمعت القبور بينهما أمواتاً ... خرجتمن القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفرلهما وأرحمهما ، اللهم واجمعبينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدقعند مليك مقتدر ، ومسحت دمعةجرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...)) انتهىالشيخ من الحديث ، وأنا واقف قدأصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلاالله، سبحان الله ، وحمدت الله أنالورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ،والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ... وأخذت ادعو لهما بالرحمةوالمغفرة | |
|
صقر السياسة نائب المدير
المزاج اليوم : الجنس : مواضيع العضو : 3214 عمر العضو : 40 التوقيع : وسام :
| موضوع: رد: صديقان لم يفترقا حتى الموت الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 10:08 am | |
| مشكور اخي بيكاسو على موضوعك الجيد نشكر جهدك * تحياتي لك | |
|