التلوث بالنفايات:
1- القمامة:
والمقصود
بها هنا القمامة ومخلفات النشاط الإنسان في حياته اليومية. ونجد أن نسبتها
تتزايد فى البلدان النامية وخاصة فى ظل التضخم السكاني. وسنعقد مقارنة
بسيطة بين مكونات القمامة ونسبتها فى بعض الدول.
وقد تؤدي هذه النفايات مع غياب الوعي الصحي إلى جانب ضعف نظم جمعها والتخلص منها إلى الأضرار الجسيمة الآتية:
- انتشار الروائح الكريهة.
- اشتعال النيران والحرائق.
- بيئة خصبة لظهور الحشرات مثل الذباب والناموس والفئران.
- تكاثر الميكروبات والتي تسبب الإصابة بـ:
1- الإسهال.
2- الكوليرا.
3- الدوسنتريا الأميبية.
4- الالتهاب الكبدي الوبائي.
5- التيتانوس.
6- السل.
7- الاضطرابات البصرية.
8- انتشار أمراض جراثيم الماشية.
2- النفايات الإشعاعية:
1- النفايات العسكرية:
ما
زال النقاش يدور حول كيفية التعامل والتخلص من النفايا الإشعاعية التي لم
يتم الوصول إلى حل مرضى بصددها على الرغم من إيقاف البرامج النووية الخاصة
بدول العالم ولم تعد هناك دولة ما تخفى نشاطها الإشعاعي، فالأمر لم يعد
سراً لكن ما زال هناك من التحديات التي نراها جميعاً واضحة جداً، فالمشكلة
لا تكمن في صناعة المزيد من الأسلحة النووية وإنما في طريقة التخلص منها
الذي يزيد الأمور تعقيداً ويضيف بعداًً آخر للمشكلة، أو استخدام الطرق
الصحية في تخزينها إلي جانب المشاكل المالية الضخمة المتطلبة في تغطية
تكاليف إزالة التلوث التي بدأت تحدثه بالفعل هذه النفايات.
2- نفايا المدنيين:
لا تقتصر النفايا الإشعاعية على العسكريين فقط وأسلحتهم المدمرة لكنها تمتد أيضاً للمدنيين حيث تتمثل في:
توليد
الكهرباء التي تصدر نفايا إشعاعية من الصعب التعامل معها وغيرها من
الوسائل السليمة التي لا تستخدم في الحروب، كما يسئ المدنيين إلي البيئة
من خلال طريقة التعامل مع النفايا الإشعاعية عن طريق "الدفن" وينظرون
إليها علي أنه الخيار الوحيد أمامهم للتخلص منها، لأنه بالرغم من محاولة
كافة الدول لإيجاد مخرج آمن، فقد فشلوا في تحقيقه. ولا تقتصر حجم الكارثة
على دفن هذه النفايا لأنها ستمتد إلي البيئة المحيطة بها وخاصة الأطعمة
التي يتم زراعتها في هذه الأرض الملوثة والتي ستؤثر بالطبع على جودة حياة
الإنسان وتدمر جيناته أي أن آثارها ستدوم وتستمر ولا يمكن محوها ولن يكون
ذلك حلاً على الإطلاق بل إضافة مشكلة جديدة لمشاكل تلوث البيئة.
2-التضخم السكاني
بلغ
سكان العالم في 12/10/1999 ستة بلايين نسمة، بزيادة بلغت بليون نسمة خلال
12 سنة، كما ان نصفهم تقريبا دون سن الخامسة والعشرين، وهناك اكثر من
بليون من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 24 سنة، وهم الذين سيكونون
اباء الجيل القادم,
ينمو سكان العالم بمعدل يبلغ 78 مليون نسمة في
السنة الواحدة, وتضاعف سكان هذا العالم منذ عام 1960, وحدث اكثر من 95% من
النمو السكاني في البلدان النامية, في ذلك الوقت تباطأ نمو السكان او توقف
في اوروبا وامريكا الشمالية واليابان, ان وصول عدد سكان العالم إلى رقم
الستة بلايين ينطوي على جوانب ايجابية وسلبية على حد سواء, فعلى الجانب
الايجابي كان ذلك نتيجة للاختيارات الشخصية والجهود الجماعية المبذولة من
اجل الوصول إلى صحة افضل وحياة اطول,
اما على الجانب السلبي فان اعلى معدلات النمو السكاني كثيرا ما كانت تتحقق في البلدان الاكثر فقرا,
ففي
62 بلدا من بلدان افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، نجد ان اكثر من 40 في
المائة من السكان تقل اعمارهم عن 150 سنة, كما ان البلدان الاكثر فقرا
تعاني من أسواء مستويات الصحة الانجابية، واعلى معدلات وفيات الامهات،
وادنى معدلات الاستفادة من تنظيم الاسرة - وكثيرا ما تقل تلك المعدلات عن
15 في المائة، وهو مستوى كانت البلدان النامية المتوسطة قد بلغته بالفعل
بحلول عام 1969,
ومنذ عام 1969 عندما بدأت عمليات صندوق الامم المتحدة
للسكان زاد عدد سكان العالم من 3,7 بليون نسمة إلى ستة بلايين نسمة غير ان
المعدلات السنوية للنمو السكاني انخفضت من 2,4 إلى 1,8 في المائة وينبغي
ان تواصل انخفاضها,
ووصلت الزيادات السنوية ذروتها في الفترة
1985-1990، حيث بلغت 86 مليون نسمة سنويا، وينبغي ان تنخفض هذه الزيادات
بصورة تدريجية على مدار العشرين سنة القادمة ثم بمعدل اسرع بعد ذلك,
غير ان هذا التباطؤ في النمو السكاني ليس بالامر المهم، فجهود الكثير من الناس على مدار الثلاثين عاما الماضية هي ما جعلته ممكنا,
اما
مسألة ما اذا كان سيستمر، وما اذا كان سيتواكب مع زيادة الرفاه ام مع
ازدياد الضغوط، فانها مسألة تتوقف على ما سيستقر عليه الرأي من اختيارات
وما سيتخذ من اجراءات على مدار السنوات العشر القادمة, وسوف يتوقف على مدى
نجاح السياسات السكانية والانمائية, وبخاصة تعميم ممارس الحق في الصحة،
بما فيها الصحة الانجابية,
ولا زلنا ابعد ما نكون عن تحقيق هذا الهدف,
فعلى سبيل المثال:-
- هناك 585000 امرأة في البلدان النامية تموت كل سنة نتيجة الحمل، وتعاني نساء تزيد اعدادهن عن هذا الرقم بمرات من العدوى والاصابات,
- تموت 70000 امرأة كل سنة نتيجة لعمليات الاجهاض غير المأمون,
- هناك 350 مليون امرأة لا يتمتعن بامكانية الوصول إلى الاساليب الحديثة والمقبولة لتنظيم الاسرة,
-
وهناك 120 مليون امرأة كن سيستخدمن اساليب تنظيم الاسرة لو كانت متاحة
وتحظى بدعم المخيمات المحلية والاسر، وبمساندة البرامج ذات النوعية الجيدة,
- تشكل النساء حوالي ثلثي مجموع الاميين في العالم ويبلغ عددهم 960 مليون امرأة,
- وتشكل النساء والفتيات ما يصل 60% من مجموع الفقراء في العالم,
-
العنف ضد المرأة هو وباء منتشر في كافة البلدان وتقريبا نصف مجموع النساء
في العالم تعرض لعمل من اعمال العنف القائم على نوع الجنس في لحظة ما في
حياتهن، وفي كل سنة يواجه مليونان من الفتيات خطر تشويه الاعضاء التناسلية,
-
يؤدي فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) إلى قصر مدة الحياة، في البلدان
الاكثر تضررا من انتشاره, والنساء اكثر ضعفا ازاء الاصابة بهذا المرض من
الرجال, ونصف الاصابات الجديدة تحدث للشباب,
- هناك اكثر من بليون شخص
لا يزالون محرومين من الاحتياجات الاساسية, مياه نظيفة، خدمات صحية حديثة،
تغذية جيدة تعليم في المدارس والجامعات, بيئة نظيفة غير ملوثة,
في
المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المعقود في القاهرة عام 1994، توصلت 179
دولة إلى توافق في الآراء بشأن العلاقة بين السكان والتنمية، وحددت اهداف
لتحقيقها بحلول عام 2015 ففي اطار الصحة الانجابية اتسم برنامج العمل
الصادر عن المؤتمر ببعد المدى والبصيرة، فكانت الدعوة من اجل العمل لتحقيق
التقدم في مجالات عديدة، اهم هذه المجالات:-
1) مسائل السكان والبيئة وانماط الاستهلاك واساليب الحياة والفقر، والهجرة والمسائل الخاصة بالنوع الاجتماعي,
2)
الصحة الانجابية بمفهومها الاشمل، الذي يلبي في الوقت ذاته مجموعة اوسع من
الاحتياجات الصحية الاساسية وليس فقط تنظيم الاسرة، بل يشمل سلة اوسع من
الاحتياجات الصحية الاساسية مثل الامومة الامنة (صحة الام اثناء فترة
الحمل والولادة وبعدها)، الصحة الانجابية والحقوق الانجابية و التحيز ضد
الاطفال, والاناث وقيمتهم في المجتمع, والعنف ضد المرأة والاطفال ومسئولية
الرجل ودوره الاساسي والمساواة من النوع الاجتماعي,
ولا ننسى الزواج
المبكر وزواج الاقارب، الامراض الوراثية والامراض المنقولة عن الاتصال
الجنسي ومرض الايدز (فيروس نقص المناعة المكتسبة) بالاضافة إلى سرطان
الثدي وسرطان عنق الرحم,
3) ادراك حقوق واحتياجات المراهقين وتلقي
المعلومات والخدمات حتى يتمكنوا من ادارة حياتهم الجنسية الانجابية باسلوب
مسئول وقائم على المعرفة,
4) ضرورة توفير الدعم والرعاية لكل اشكال الاسرة، وخصوصا التي تفقد احد الوالدين، والاسرة التي تعولها امرأة,
5)
اهمية مشاركة الرجل ومسئوليته في كل مجالات الحياة وهذا يؤدي إلى تحقيق
الظروف المثالية للتوصل إلى الصحة والرخاء للرجل نفسه، ولزوجته واطفاله,
6) تعبئة الموارد الانسانية والفنية والمالية على كل المستويات من اجل تحقيق الاهداف الخاصة في مجال الصحة الانجابية,
وبعد
هذا المؤتمر بدأت بعض البلدان بتبني سياسات سكانية وانمائية تقوم على
تحسين نوعية الحياة والاختيار الشخصي وحقوق الانسان, واصبحت السياسات
العامة تهتم بقضايا مثل الفقر، والامن الغذائي واستخدام الموارد والآثار
البيئية، واصبحت البيانات المتعلقة باعداد السكان وتوزيعهم ومعدلات نموهم
تستخدم من اجل توسيع نطاق التنمية بدلا من اقتصار استخدامها على الاهداف
القطاعية الضيقة,