القاهرة وكالات - تلقي الاجواء المشحونة بظلالها على المواجهة بين المنتخبين
المصري والجزائري السبت في القاهرة والتي ستحدد هوية المتأهل منهما
الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا العام المقبل. وتفاقم
التوتر على اثر الاعتداء الذي تعرض له لاعبو الجزائر في الحافلة التي
اقلتهم من المطار الى الفندق مساء الخميس. والعامل الذي يذكي التوتر هو
حاجة المنتخب المصري الى الفوز بفارق هدفين على الاقل على خصمه الجزائري
قبل خوض مباراة فاصلة في الثامن عشر من الشهر الجاري او الفوز بفارق ثلاثة
اهداف للتأهل للنهائيات.
وكان
مجهولون اعترضوا حافلة المنتخب الجزائري بعيد مغادرته مطار القاهرة وراحوا
يرشقونها بالحجارة ما ادى الى تهشم زجاجها واصابة ثلاثة لاعبين جزائريين
بجروح في اليد والوجه. وقال مراسل للإذاعة الجزائرية إن نحو 200 شاب ظهروا
بينما كانت الحافلة التي تقل الفريق تقترب من الفندق الذي سيقيم فيه اعضاء
المنتخب وألقوا وابلاً من الحجارة عليها.
وذكر
وزير الرياضة الجزائري الهاشمي الجيار للاذاعة الجزائرية عبر الهاتف من
القاهرة "انها واقعة مؤسفة جداً". وتابع أن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة
القدم "الفيفا" يعلمون بالواقعة ويعقدون اجتماعاً لتحديد الإجراء اللازم.
وفي
سياق متصل، ارتفع سعر تذكرة المباراة الى أكثر من 10 أضعاف في السوق
السوداء، إذ بلغ نحو 150 جنيهاً مصرياً. وكانت منافذ توزيع التذاكر شهدت
فوضى عارمة منذ البدء في طرح التذاكر عصر أول من أمس (الأربعاء) في أندية
الزمالك والصيد و6 أكتوبر وهليوبوليس وفرع الأهلي في مدينة نصر والشمس
والمعادي.
وأعرب
عدد كبير من الجماهير الذين زحفوا إلى القاهرة من معظم المحافظات عن غضبهم
الكبير من نقص عدد التذاكر، مؤكدين أن هناك تواطؤاً من المسؤولين عن توزيع
التذاكر لمنحها لـ"مافيا" السوق السوداء. وتسببت الجماهير في حال من
"الهرج"، وأتلفت عدداً من السيارات، ما اضطر رجال الأمن للتدخل وتفريق
الحشود الغاضبة بالقوة.
وتفجرت
حال من الغضب بين مسؤولي القنوات الفضائية الرياضية المصرية الخاصة، بعد
قرار رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري أسامة الشيخ، منعها من إجراء
تغطيات أو استفتاءات على شاشاتها إلا بإذن التلفزيون المصري، استناداً إلى
المادة رقم 13 من قانون البث الإعلامي الذي يعطي الحق للتلفزيون المصري
بالموافقة أو الرفض للمواد التلفزيونية التي تبثها القنوات الخاصة. كما
انتقد مسؤولو القنوات رفض التلفزيون المصري اعطاءهم حق بث اللقاء، ومنحه
حصرياً لقناة "الجزيرة الرياضية".
واكتسب
الاعتداء الذي تعرض له لاعبو الجزائر بعدا سياسيا اذ استدعت السلطات
الجزائرية السفير المصري في الجزائر الى وزارة الخارجية واعربت له عن
استيائها مما حصل. وابلغ الامين العام لوزارة الخارجية الجزائرية مجيد
بوقرة السفير المصري بـ"القلق الكبير للسلطات الجزائرية من هذه الحادثة
وطلب منه بالحاح بان تتخذ السلطات المصرية جميع التدابير الضرورية حتى
تضمن سلامة الوفد الجزائري وكذلك المشجعين الجزائريين الذين سافروا الى
القاهرة لحضور المباراة".
وأعلن
وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ان لاعبين عدة في صفوف المنتخب
الجزائري تعرضوا للاصابة، كما "دان بشدة" هذا الاعتداء الذي وصفه
"بالخطير" وطلب من نظيره المصري احمد ابو الغيط "اتخاذ جميع التدابير
الضرورية لضمان اقامة عادية لجميع اعضاء الوفد الجزائري". واكد مدلسي ان
خبراء تابعين للاتحاد الدولي (فيفا) حضروا الى الفندق الذي يقيم فيه الوفد
الجزائري من اجل الوقوف على الاضرار التي سببتها هذه الحادثة.
واعتبر
بيان لوزارة الخارجية المصرية ان "الاعلام الرياضي في البلدين يتحمل
مسؤولية خاصة في هذا الاطار وينبغي ان يضطلع بها بشكل جيد بما يخدم
الرابطة الوثيقة بين البلدين وليس بما يصب في اتجاه تأجيج خلافات بعيدة عن
الروح الرياضية". ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية "جميع العاملين
في الحقل الرياضي والمجال الاعلامي، سواء في الجانب المصري او الجانب
الجزائري، الى تغليب الهدوء في تغطيتهم المتعلقة بالاعداد للمباراة وعدم
اللجوء الى استفزاز الجانب الاخر بامور تمس الحس الوطني للجماهير وهو امر
غير مقبول وغالبا ما تكون له عواقب سيئة".
وفي
محاولة اخرى لتلطيف الاجواء قبل المبارة، نظمت مساء الخميس بالقرب من
القاهرة حفلة غنائية بمشاركة "ملك الراي" الجزائري الشاب خالد والنجم
المصري محمد منير، حضرها بحسب المنظمين نحو 45000 شخص. وقال عمرو الخياط،
وهو احد المنظمين، ان اجراء الحفلة في هذا التوقيت "من شانه ان يسهم في
خفض التوتر القائم". ويحتاج "منتخب الفراعنة" للفوز بفارق ثلاثة أهداف
للصعود مباشرة الى نهائيات كاس العالم في جنوب افريقيا العام القادم أو
التقدم بفارق هدفين والاحتكام لمباراة فاصلة في السودان في 18 الحالي.