صقر السياسة نائب المدير
المزاج اليوم : الجنس : مواضيع العضو : 3214 عمر العضو : 40 التوقيع : وسام :
| موضوع: توبة فوق السـحاب.... الأربعاء سبتمبر 30, 2009 1:30 pm | |
| توبة فوق السـحاب.... استقرت الطائرة على الوسادة الهوائية على ارتفاع ثلاثين ألف قدم ، وأصدر قائدها القرار بأنه يمكن للسادة الركاب أن يفكو أحزمتهم . انطلقت الطائرة في هذا الصباح المشرق من مطار إحدى الدول العربية وعلى متنها شيخ ذو لحية يختلط البياض بسوادها ، وقد لبس ثوباً إلى أنصاف ساقيه ، ولف رأسه بعصابة أقرب ما تكون إلى العمامة ، وكان يبتسم لكل من تقع عيناه في عينيه ، ويبدو نور الإيمان واضحاً كإشراقة هذا الصباح في وجهه الصبوح ، كان الرجل معتاداً على مثل هذه الرحلة ، فهو يخرج كل عام إلى بعض البلاد يدعو إلى الله باذلاً جهده لإخراج العباد من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها . ورحلته اليوم إلى فرنسا من هذا النوع الدعوي الذي اعتاد عليه . عندما أنهى قائد الرحلة كلماته عادت الطمأنينة إلى جو الطائرة وبدأت الحياة والحركة تسريان في الممرات وبين المقاعد ، وبدأت المضيفات بالطواف على الركاب يقدمن الضيافة ، ويلبين الطلبات . ووقفت أمام الشيخ إحدى المضيفات بثوبها القصير وشعرها المسبل على كتفيها ، وتبرجهها الذي لون وجهها ابتسامة تقليدية اعتادت على صناعتها خلال التدريب وسنوات الخدمة ، وقدمت له الضيافة بإنحناءة خفيفة هي من طبيعة عملها . لكنه اعتذر عن قبول الضيافة ، فابتسمت الابتسامة ذاتها قائلة : هل من شيء محدد أستطيع تقديمه لك يا سيدي ؟. قال : نعم ، إذا تفضلت . قالت : بكل سرور ، إذا كان بالإمكان . قال : نعم بالتأكيد ، ولكن بعد أن تنتهي من ضيافة كل الركاب . بدا لها الأمر غريباً ، لكنها هزت رأسها وسارت متابعة مهمتها في تقديم الضيافة للركاب ، وتوزيع الابتسامات عليهم . وعندما أنهت عملها ، عادت إلى الشيخ قائلة بأدب : قد فرغت ، فتفضل بطلبك .
قال : إذا سمحتِ نادي أفراد الطاقم إلي ، وتعالي معهم . ورغم غرابة الطلب ، إلا أنها نفذت ما طلب منها ، فاجتمعوا إلى الشيخ الذي رحب بهم وتعرف على أسمائهم ، ثم سأل كلاً منهم : منذ كم وأنت تسافر على متن الطائرة ؟. فكانت إجاباتهم متفاوتة ، لكن أقل واحد منهم يسافر منذ خمس سنوات . قال الشيخ : جميل ، يعني أنكم تستطيعون الإجابة على سؤالي بحكم تجربتكم . قالوا تفضل . . أسأل . قال : ما الذي يمسك الطائرة فلا تقع على الأرض ؟. استغرب الجميع من هذا السؤال ، ولم يتوقعوه منه ، وحاروا في الإجابة ، وقال كل منهم : في الحقيقة لم أسأل نفسي هذا السؤال في يوم من الأيام ، ولم يخطر ببالي مطلقاً . قال الشيخ : قال تعالى : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ " (الملك 19) ثم تابع : يا إخوتي هذه الطائرة الثقيلة ونحن جميعاً على متنها تطير بأمر الله ، فهو الذي يمسكها برحمته ، ولو شاء لتركها فما يحملها حامل ، ولسقطت على الأرض وتحولنا جميعاً إلى فتات من اللحم يختلط بالتراب . أطرقوا جميعاً إلى الأرض وقالوا : صدق الله العظيم ، وصدقت يا شيخ ، فتابع الشيخ قائلاً : لو تعرضت الطائرة لخطر ما وأظهر الطيار عجزه عن تلافيه ، وانبأنا بالكارثة القادمة ، فماذا نفعل ؟. قالوا جميعاً : نلجأ إلى الله . قال : كيف نلجأ إليه ؟. قال بعضهم : بالاستغفار ، وقال البعض : بالدعاء ، وقال آخرون : بالصلاة . قال الشيخ : وبأي وجه نتوجه إليه ونحن أغفلنا ذكره ، وأعرضنا عن دعائه ، وتركنا الصلاة له ونحن سالمون ، والله سبحانه ،يقول : "يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) " القلم . وأين نحن من قوله تعالى : "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ " فسبحانه يقول : اذكروني في الرخاء أذكركم في الشدة كان الجميع مطرقين بخجل من أنفسهم وتقصريهم في جنب الله ، والشيخ يتلو عليهم ما فتح الله عليه به من آياته الكريمة ، فعاهده جميعاً أن يبدؤوا بالصلاة في أول مطار ينزلون به . | |
|
عزي إيماني عضو مميز
المزاج اليوم : الجنس : مواضيع العضو : 67 عمر العضو : 35 العمل/الترفيه : طالب جـامعـي التوقيع : وسام :
| موضوع: رد: توبة فوق السـحاب.... الأربعاء سبتمبر 30, 2009 4:01 pm | |
| شكرااااااااااااااا اليك اخووووووووووي | |
|