من رفوف مشاعري الملتهبة .. و أدراج عواطفي المتقدة .. انتقيت لك حروفي بدقة الوجدان الصادق .. حروف كونت منها عباراتي .. لأرسلها لك معطرة بروائح الفل والياسمين .. مزخرفة بلمعان النجوم .. ومغلفة بشفافية السحاب ..
أرسلها لتحمل لك ترجمة لأحاسيس تسكن غياهب قلبي .. والذي بدأ فيه النبض رحلته الفعلية منذ عرفتك .. حين إلتقيتك لأول مرة .. فأحببتك .. أجل أحببتك سيدتي .. وأصبحت منذ ذلك الحين وأنا أرتقب اللقاء بعد اللقاء ..
أصبح إشراق وجهك شاطئي .. يرسو عليه قارب حبي المتقد بنار الشوق .. تتناثر من حوله أصداف الأمل في أن يمتلك زمام قلبك ..
وها هو قلبي يختال بابتسام .. لأنك تدركين بكل تأكيد تعمدي البقاء في هذا المرسى .. وبحثي الدءوب عن الطرقات التي تؤدي بي إليك .. واختياري موطن قدمك ليكون موطن قدمي ..
عشت أعوامي الماضية ببساطة .. ولكنني الآن استيقظت من السبات .. وعادت روحي إلي وهي تناشد روحك أن تلتحم بها .. أريد أن أنسى الأمس الذي كان بلا معنى .. لأعيش اليوم والغد وأنا على أملي الظاهر في الأفق خلف سحابة تمطر قطرات السعادة .
يا سيدة قلبي العاشق .. والتي تستحق عظمة شوقي :
ارسميني رجلا يتنفس شذاك .. ويسمع صدى همسك ونغمات نبضك .. ويحتضن روحك ليدفئها في كنف رعايته .. ارسميني مرتع حنانك الفياض .. لأعايش معه سحر الغرام عبر ثورة السكون .. اجعليني ملتقى مشاعرك المتدفقة .. و ممرا لنهر أحاسيس المحبة لديك .. اجعليني محيطك الكبير الذي تطوف فيه سفينة حبك الآمن .. اجعليني ندى الفجر على خديك المتوردين .. أمطريني لؤلؤ في جزيرة الهيام الراسخة في لب فكرك السرمدي .
سيدتي أنت لي كل ذلك .. لذا أناشدك أن تجعليني لك كل ذلك .. لكي لا نجوب دهاليز الكون ليبحث كل منا عن أمله الضائع .. ولكي لا يأتي السراب ليكبت على صدر أيامنا القادمة .